خطبة الجمعة القادمة : أهل الاستجابة في القرآن والسنة ، للشيخ طه ممدوح
خطبة الجمعة القادمة 23 سبتمبر 2022 بعنوان : أهل الاستجابة في القرآن والسنة ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 27 صفر 1444هـ ، الموافق 23 سبتمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 سبتمبر 2022م بصيغة word بعنوان : أهل الاستجابة في القرآن والسنة ، للشيخ طه ممدوح
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 سبتمبر 2022م بصيغة pdf بعنوان : أهل الاستجابة في القرآن والسنة ، للشيخ طه ممدوح
عناصر خطبة الجمعة القادمة 23 سبتمبر 2022م بعنوان : أهل الاستجابة في القرآن والسنة ، للشيخ طه ممدوح:
أولًا: وجوبُ الاستجابةِ للهِ ولرسولهِ
ثانيًا: صورٌ مِن سرعةِ استجابةِ الصحابةِ لأمرِ اللهِ ورسولِهِ
ثالثًا: موانعُ عدمِ الاستجابةِ للهِ ورسولهِ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 سبتمبر 2022م ، بعنوان : أهل الاستجابة في القرآن والسنة ، كما يلي:
خطبةٌ بعنوان: أهلُ الاستجابةِ في القرآنِ والسنةِ بتاريخ 27 صفر 1444هـ – الموافق 23 سبتمبر 2022م
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ:
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }
وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ
وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ
اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
أولًا: وجوبُ الاستجابةِ للهِ ولرسولهِ
عبادَ الله: اتقُوا اللهَ -تعالى-، واستمعُوا لندائهِ، واستجيبُوا لأوامرِه، واجتنبُوا ما ينهاكُم عنهُ لعلكُم تُرحمُون، يقولُ اللهُ -تعالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال:20-24)
في هذه الآياتِ الكريماتِ:
يأمرُ اللهُ بطاعتهِ، وطاعةِ رسولهِ، والاستجابةِ لهُ ولرسولِهِ عندَ سماعِ الأوامرِ والنواهِي الصادرةِ عنهُ وعن رسولِهِ، وينْهَى عن التشبُّهِ بالكافرينَ والمنافقينَ في عدمِ الطاعةِ، والاستجابةِ للهِ ولرسولهِ، فهم يُظهرُون أنَّهم قد سَمِعُوا واستجابُوا، وهم ليسُوا كذلك، فهم يسمَعُون بآذانِهِم ولا يسمعُون بقلوبِهم، ثم أخبرَ سبحانَهُ: أنَّ هذه الأصنافَ مِن بني آدمَ هم شرُّ الخَلْقِ والخليقةِ، فقالَ سبحانَهُ): إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) [الأنفال:22(، أي:
الصمُّ عن سماعِ الحقِّ، البُكْمُ عن فهمِهِ، والنطقِ به.ِ
وقولُهُ تعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)، يأمرُ اللهُ عبادَهُ المؤمنينَ بالاستجابةِ لِمَا يدعُوهم إليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم، بامتثالِ ما يأمرُهُم والانتهاءِ عمَّا ينهاهُم عنهُ؛ لأنَّه لا يدعُوهم إلّا لِمَا فيه حياةُ قلوبِهِم وأبدانِهِم وسعادتِهِم في الدنيا والآخرةِ. والاستجابةُ هنا هي سرعةُ المبادرةِ بالامتثالِ والتسليمِ لأمرِ اللهِ ورسولِهِ، وألَّا يكونَ عندَ المؤمنِ ترددٌ أو إبطاءٌ، وفي قولِهِ تعالَى:
﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾، وعيدٌ عظيمٌ لِمَن بلَغَهُ الحقُّ وعرفَهُ، فترددَ في قبولهِ ولم يمتثلْ له فورًا، فهو في خطرٍ عظيمٍ أنْ يحُولَ اللهُ بينَهُ وبينَ قلبِهِ، فهو يريدُ أنْ يعملَ بالحقِّ فلا يستطيعُ ذلك.
وقد وردَ في السنةِ المطهرةِ كيفيةُ الاستجابةِ للهِ ورسولِهِ، روى البخاريُّ في صحيحهِ مِن حديثِ أبي سعيدِ بنِ المعلى رضي اللهُ عنه قالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: “أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ (رواه البخاري).
وقد أخبرَ سبحانَهُ:
أنَّ ما يأمرُ بهِ، ويدعُو إليهِ فيهِ حياةُ القلوبِ التي تترتبُ عليها الحياةُ الكاملةُ السعيدةُ للأبدانِ في الدنيا والآخرةِ، فقالَ سبحانَهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال:24]، قال بعضُ المفسرين: (لِما يُحْيِيكُم) هو القرآنُ، وقيل هو الإسلامُ، وقيل هو الجهادُ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
ثانيًا: صورٌ مِن سرعةِ استجابةِ الصحابةِ لأمرِ اللهِ ورسولِهِ
روى مسلمٌ مِن حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ -رضي اللهُ عنه-، قال انطلقَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- وأصحابُهُ إلى بدرٍ حتى سبقُوا المشركينَ وجاءَ المشركونَ فقالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: “قومُوا إلى جنةٍ عرضُهَا السماواتُ والأرضُ”، وانظرُوا للاستجابةِ: قال عميرُ بنُ الحمامِ الأنصاري:
يا رسولُ اللهِ جنةٌ عرضُهَا السمواتُ والأرضُ؟! قال: “نعم” فقالَ: بخٍ بخٍ، فقالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: “ما يحملُكَ على قولِكَ بخٍ بخٍ”؟! قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ إلّا رجاءَ أنْ أكونَ مِن أهلِهَا. قال: “فإنَّك مِن أهلِهَا”، قال: فأخرجَ تمراتٍ مِن قرنهِ فجعلَ يأكلُ منهنَّ، ثُمَّ قالَ -واسمعْ لِمَا قال يا مَن يؤملُ الآمالَ ويجمعُ الأموالَ، وينسَى المآلَ، قال وما أجملَ ما قال- “لئِن أنَا حييتُ حتّى آكلَ تمراتِي هذهِ إنَّها لحياةٍ طويلةٍ”، قال:
ثم رمَى بمَا كانَ معهُ مِن التمرِ ثُمَّ قاتَلَهُم حتى قُتِلَ.
وهذا عمرُو بنُ الجموحِ -رضي اللهُ عنه- لَمَّا أرادَ الخروجَ إلى أُحدٍ منعَهُ بنوهُ، وقالُوا:
قد عذرَكَ اللهُ، فجاءَ إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- فقالَ:
“إنَّ بنيَّ يريدونَ حبسِي عن الخروجِ معكَ، وإنِّي لأرجُو أنْ أطأَ بعرجتِي هذهِ في الجنةِ”، فقال:
“أمّا أنتَ فقد عذَرَك اللهُ”، ثم قال لبنيهِ:
“لا عليكُم أنْ لا تمنعُوه، لعلَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يرزقُهُ الشهادةَ”، فخلُّوا سبيلَهُ.
قالتْ امرأتُهُ هندُ بنتِ عمروٍ بنِ خُزَامٍ: “كأنِّي أنظرُ إليهِ مولِّيًا، قد أخذَ درقتَهُ، وهو يقولُ: اللهُمَّ لا تردَّنِي إلى خربِي”، وهي منازلُ بني سلمةَ، قال أبو طلحةَ: فنظرتُ إليهِ حينَ انكشفَ المسلمونَ ثُمَّ ثابُوا، وهو في الرَّعيلِ الأولِ، في الصفوفِ المتقدمةِ، لكأنِّي أنظرُ إلى ظلعٍ في رجلهِ، وهو يقولُ: أنَا واللهِ مشتاقٌ إلى الجنةِ! ثم انظرُ إلى ابنهِ خَلَّادٍ وهو يَعْدُو معهُ في إثْرهِ حتى قُتِلَا جميعًا.
واستمعْ لكرامةِ الشهداءِ عندَ اللهِ حينَ استجابُوا لهُ سبحانَهُ، فقد دُفِنَ عمروُ بنُ الجمُوحِ وعبدُاللهِ بنُ عُمرَ وأبو جابرٍ في قبرٍ واحدٍ، فخرَّبَ السيلُ قُبورَهُم، فحفرَ عنهم بعدَ ستٍ وأربعينَ سنةً فوُجِدُوا لم يتغيرُوا كأنَّهُم ماتُوا بالأمسِ. -رضي اللهُ عنهم وأرضاهُم-.
وصورةٌ أُخرى مشرقةٌ وهي استجابةُ الصحابةِ لتحريمِ الخمرِ، فقد روىَ البخاريُّ عن أنسِ بنِ مالكٍ -رضي اللهُ عنه- قال: “كنتُ أسقِي أبا عبيدةَ وأبا طلحةَ وأبي بنِ كعبٍ مِن فضيخِ زهوٍ وتمرٍ فجاءَهُم آتٍ فقالَ: إنَّ الخمرَ قدْ حُرِّمَتْ –كلمةٌ واحدةٌ- فقالَ أبو طلحةَ: قُ يا أنس فأهرقَهَا فأهرقتُهَا.
أرأيتَ لم يقولُوا نريدُ أنْ نتأكدَ مِن الخبرِ، أو نكملَ ما في أيديِنَا، ألقُوا ما في أيدِيهِم مباشرةً وأهرقُوه.
*****
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا محمدٍ(صلَّي اللهُ عليه وسلم)، وعلي آلهِ وصحبِه أجمعين.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
ثالثًا: موانعُ عدمِ الاستجابةِ للهِ ورسولهِ
هناك موانعٌ تحولُ بينَ العبدِ وبينَ الاستجابةِ للهِ ورسولهِ، فاحذرُوهَا، منها:
1ـ التكبُّرُ عن قبولِ الحقِّ: كمَا حَصَلَ من إبليسَ لمَّا أمرَهُ اللهُ بالسجودِ لآدمَ، فأبَى واستكبرَ، وقالَ: أنَا خيرٌ منهُ، وقد قالَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: “الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ الناسِ”(رواه مسلم)، ومعنى: “بطرُ الحقِّ” دفعُهُ وعدمُ قبولِهِ.
وعن سلمةَ بنِ الأكوعِ رضي اللهُ عنه أنَّ رجلًا أكلَ عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم بشمالِهِ فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: “كُلْ بِيَمِينِكَ”، فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: “لَا اسْتَطَعْتَ”، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ، (رواه مسلم)، فهذا الرجلُ تكبَّرَ على أمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فكانتْ عاقبتُهُ أنْ شُلّتْ يدُهُ.
2ـ الحَسَدُ:
مِن موانعِ الاستجابةِ للهِ ولرسولهِ، كمَا حصلَ مِن اليهودِ لمَّا دعاهُم رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- إلى الإيمانِ بهِ لم يستجيبُوا لهُ، وكفرُوا بهِ حسدًا مِن عندِ أنفسِهِم مِن بعدِ ما تبيَّنَ لهُم الحقُّ.
3ـ التعصبُ للآراءِ والمذاهبِ والتقليدُ الأعمَى لِمَا عليه الآباء:
كما حَصَلَ مِن اليهودِ والمشركين، قالَ تعالَى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ) [البقرة:91]، وقالَ تعالَى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) [البقرة:170].
4ـ اتباعُ الهوى:
قالَ تعالَى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص:50]، فاتباعُ الهوَى مِن موانعِ الاستجابةِ للهِ ولرسولهِ.
5ـ الخوفُ مِن الناسِ
وعدمُ الصبرِ على أذاهُم: قالَ تعالَى عن كفارِ قريشٍ: (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا) [القصص:57]، فهُم معترفونَ أنَّ ما جاءَ بهِ محمدٌ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- هو الهدى، وأنَّ ما هُم عليهِ ضلالٌ لكنَّهم اعتذرُوا عن اتباعِهِ بمَا يخشَوْنَهُ مِن أذى الناسِ، وبخوفِهِم على أمنِهِم أنْ يتزعزعَ، وهذا مِن فسادِ التصوُّرِ، وانتكاسِ الفِطَرِ، فإنَّ الأمنَ لا يحصُلُ إلَّا باتباعِ الهدى، والخوفُ إنَّمَا يحصُلُ باتباعِ الضلالِ.
عبادَ الله: إنَّه مطلوبٌ مِن المسلمِ:
أنْ يستمعَ إلى كلامِ الله إذا يُتلَى، وإلى أحاديثِ رسولهِ إذا تُروَى استماعَ تفهُّم، وإدراكٍ لمطالبهِمَا، ثمَّ بعدَ الاستماعِ والفهمِ لكلامِ اللهِ، وكلامِ رسولهِ، يتَّجِهُ المسلمُ إلى العملِ بهمَا، والاستجابةِ لمطالبهِمَا، وإلَّا فإنَّ الاستماعَ والفَهْمَ مِن غيرِ عملٍ يكونانِ حجةً على صاحبهِمَا يومَ القيامةِ، قالَ اللهُ -تعالَى-: (أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ) [المؤمنون:105]، وقالَ تعالَى: (بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) [الزمر:59].
فاللهم اجعلنَا مِن المستجيبينَ للهِ ولرسولهِ، واحفظْ مصرَ وسائرَ بلادِ العالمين
كتبه: الشيخ طه ممدوح عبد الوهاب
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف